سجل يا تاريخ...أنا مُضرب (بقلمي) أولا دعوني أُعرفكم بنفسي : أنا معلم عربي مُضرب عن العمل.قدمت إلكم إخواني أخواتي بعدما سمعت منكم من لوم لي ولبنات وأبناء مهنتي.اضربنا عن العمل فوجه بعضكم سهام الإنتقاد نحونا. ألبستمونا لباسا جاهزا منذ زمن في انتظار سماع أصواتنا. لباس المتهم الذي يوضع على اجسادنا المنهكة كلما ارتفعت اصواتنا المبحوحة مطالبة بحقوقنا وحقوقكم .تحالفتم مع الجلاد ضدنا مع أنه يجلدكم ويجلدنا... لن الوم من لا يعلم منكم ولن اعاتب من يعلم .لكني هنا لأخبركم عن الاضراب الذي لمتننّنا فيه. دعنا نتفق اولا ان الاضراب حق دستوري واللجوء اليه مسألة قانونية حينما تغلق أبواب الحوار وتضيع اسبابه ومصداقيته. لذلك فلا حق لكم في لومنا ,على الاقل قانونيا.وهذا شق لا يهمنا في هذا المقام. ما يهمنا هنا هي المسؤولية الاخلاقية.فكم من اخواننا نزعوا عنا صفة الجدية واتهمونا بالابتزاز والأنانية فقط لأننا رفعنا أصواتنا صونا لما تبقى من كرامتنا وقوت يومنا لهؤلاء اقول: ان اضرابنا هذا كان ملحا حتى نجبر المسؤولين على تحسين ضروف عملنا والارتقاء بوسائل عملنا. كل هذا من اجل مدارس تليق بنا وبأبنائكم. فأغلب المعلمين لا يملكون من وسائل التدريس الا سبورة قديمة مليئة بالحفر وبعض الطبشور. لن احكي لكم عن معاناتنا اليومية ولا عن المعلمة التي فقدت جنينها من كثرة التنقل ولا عن المعلم الذي اعتدي عليه امام تلاميذه.انها قصص قد لا يصدقها من لم يختبر مهنة المعذبون في الارض.تحملنا كثيرا تهما جاهزة على مقاسنا,احترفنا الصمت عما يحدث لنا ولمصائرنا, سكتنا عن الاهانة والمعانات من اجل ايصال رسائلنا وتبرئة ذممنا أمام التاريخ وأمام المستقبل وأمامكم .من كثرة سكوتنا نُسينا فلم يعد احد يذكرنا ... اليوم قررنا ان نصرخ ملأ أفواهنا ضد هذا الجحود وهذا العبث بمصائرنا وقوت يومنا.اليوم سنملأ الذنيا ضجيجا حتى نُسمع أصواتنا مشارق الغرب قبل مغاربها. -كفانا عبثا ,كفانا ارتجالا,كفانا مغامرة بمستقبل الاجيال -انقذوا مستقبل ابنائنا من لامبالاتكم... وفروا لنا ظروف عمل مناسبة ... احسنوا اختيار الجدد منا... اضيفوا الى معاييركم بعضا من الاخلاق...فليس كل طالب مجتهد يصلح للتربية -حاسبونا بصرامة موضوعية بعد ذلك فلن ينصلح حال التعليم الا بالثواب والعقاب صراخنا مستمر الى أن يستفيق من يهكهم الأمر من نومهم المزمن,سنضل نصرخ لنعكر صفو سباتهم. لتلاميذنا نقول: ما نفعله هو من أجلنا ومن أجلكم.ابنائنا بينكم ومصائرنا واحدة.عذرا,لم نجد غير هذا السبيل لنسلكه. للأباء نقول: أبنائكم أمانة في أعناقنا وما نضالنا الا لايصال الأمانة لأهلها. للمسؤولين نقول: اتقوا الله في أجيالنا.نحن لا نريدكم أن تغنونا بين ليلة وضحاها,كل ما نريد هو اصلاح أحوال العمل والمعلم في المدرسة. وللتاريخ نقول : سجل...نحن مضربون. سجل كل التفاصيل فسيأتي يوم يحتاج فيه المستقبل لسجلاتك عندما يحاسب المقصرين منا و منهم. أخوكم محمد